هاجم القادة العرب والخليجيون يوم الاثنين، في قمة طارئة عُقدت في قطر، إسرائيل بسبب هجومها الأخير على قادة حركة حماس في الدوحة، حيث قدموا آراء مختلفة حول ما ينبغي فعله، لكنهم اتفقوا في النهاية على اتخاذ إجراءات محدودة فقط.
وقد جاءت القمة التي جمعت الدول العربية والإسلامية يوم الاثنين على أمل تقديم رد موحد على هجوم إسرائيل ضد قادة حماس الأسبوع الماضي في الدوحة. لكنّ البيان الختامي الصادر عن الاجتماع لم يزد على دعوة الدول إلى “اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أفعالها ضد الشعب الفلسطيني.” وذلك على الرغم من أنّ بعض المحلّلين كانوا قد طرحوا قبل القمة إمكانية إغلاق الأجواء أمام الطائرات الإسرائيلية أو تخفيض مستوى العلاقات مع إسرائيل؛ غير أنّ الخلافات الكبيرة بين الدول على الأرجح أضعفت أي محاولة للتعاون.
في هذه القمة عقد مجلس التعاون الخليجي المكوّن من ست دول، ويشمل قطر والسعودية والإمارات، اجتماعه الخاص على هامش القمة. واتفق أعضاؤه على اتخاذ خطوات “لتفعيل آليات الدفاع المشترك وقدرات الردع الخليجية”، دون تفاصيل إضافية. كما “دعا جميع الدول المحبة للسلام في العالم إلى إدانة الجرائم الإسرائيلية في قطر وغزة وبقية الأراضي الفلسطينية.”
كلمة أمير قطر
افتتح أمير قطر القمة باتهام إسرائيل بعدم الاكتراث برهائنها في غزة، بل بالسعي إلى “جعل غزة غير قابلة للعيش”. وذلك بعد أن كانت تقول إسرائيل أنّ أهداف حربها تشمل إعادة جميع الرهائن والقضاء على حماس. حيث تساءل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: “إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال قادة حماس، فلماذا تنخرط في المفاوضات؟ وإذا كانت تصر على تحرير الرهائن، فلماذا تغتال جميع المفاوضين؟”
وجاء الخطاب صريحاً على نحو غير مألوف من الحاكم البالغ من العمر 45 عاماً، والذي لعب دور الوسيط الرئيس في محادثات وقف إطلاق النار. حيث أضاف قائلاً: “لا مجال للتعامل مع طرف جبان وغادر كهذا. فالذين يعملون باستمرار على اغتيال الطرف المفاوض سيبذلون كل ما بوسعهم لضمان فشل هذه المفاوضات. وعندما يزعمون أنهم يسعون لتحرير الرهائن، فذلك مجرد كذبة.”
كما ندّد الشيخ تميم بإسرائيل بسبب ما وصفه بـ “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها في غزة – وهو توصيف تبناه آخرون في القمة. فإسرائيل تنفي بشدة أنها ترتكب إبادة جماعية، وتقول إن حماس هي التي تطيل أمد الحرب برفضها الاستسلام وإطلاق سراح الرهائن.
مواقف قادة آخرين
في هذه القمة بيّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ على إسرائيل “أن تتعرض أيضاً لضغط اقتصادي، إذ تُظهر التجارب السابقة أن مثل هذه الخطوات تؤتي نتائجها”. في حين صرّح رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي حضر القمة، قائلاً: “الإدانات لن توقف الصواريخ. والبيانات لن تحرر فلسطين.” ودعا إلى أن “تُتخذ إجراءات صارمة وعقابية.”
أما الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مثل الإمارات و البحرين، فكانت مترددة في قطع هذه العلاقات، رغم أن حسام زكي، ممثل الجامعة العربية، أشار إلى أن هذه الدول يمكنها “مراجعة هذه العلاقات”. وقد تزامنت القمة الطارئة هذه مع الذكرى الخامسة لتوقيع البحرين والإمارات اتفاقيات أبراهام التي مثّلت اعترافهما الرسمي بإسرائيل.
مشاركة إيران في القمة
كان حضور إيران للقمة لافتاً للنظر، فقد حضرت الاجتماع يوم الاثنين رغم أنها كانت قد قصفت قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي مركز رئيسي للقوات الأمريكية، وقد حصل هذا الهجوم عقب قصف الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو – وهو ما أثار غضب قطر.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتطرّق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الهجوم على قطر، لكنه أشار إلى حرب إسرائيل على إيران في يونيو. كما حذر من أن أي دولة في المنطقة قد تكون التالية. وقال: “إنّ الهجوم على الدوحة غيّر الكثير من الحسابات والأفكار الخاطئة. وأظهر أنه لا يوجد بلد عربي أو مسلم في مأمن من عدوان النظام في تل أبيب. وغداً قد يكون الدور على أي عاصمة عربية أو مسلمة.” بل ودعا بزشكيان الدول الأخرى إلى “عزل المعتدي.”
خلفية الحرب
إنّ إسرائيل، التي شنّت غزوها لغزة رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، ردّت على الحركة المسلحة وأعضاء آخرين في ما يُسمى “محور المقاومة” الإيراني في أماكن مختلفة، بما في ذلك إيران ولبنان وسوريا واليمن، والآن قطر. بالإضافة إلى هذه الهجمات، فقد أثارت وفاة ما يقارب 64 ألف فلسطيني خلال الحرب في غزة غضب العديد من دول الشرق الأوسط، وزادت مشاعر السخط، وأثارت المخاوف من أن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حكومات الخليج العربي قد لا يكون قوياً بما يكفي.