ألوم الإنجيل العبري إزاء الإبادة الجماعية في غزة

هل علّم “كتاب الكتب” المزعوم المجتمعات الغربية كيف تكون أخلاقية، وإنسانية، وصالحة ومتحضّرة؟ أم أنه ألهمها لتكون شريرة، وهمجية، ومتناقضة مع ذاتها ومهووسة بنفسها؟
06/10/2025
image_print

بعض التأملات الهرطقية الضرورية عقب المحرقة المرتكبة في غزّة من قبل اليهود والمسيحيين — أول إبادة جماعية في التاريخ المعلوم يفخر مرتكبوها بها في الوقت الحقيقي، بلا أي خجل، وأمام الإنسانية ونظرة التاريخ الحكمية.

الإنجيل يقول كذا، وكذا | لا يهمّنا

لا أذكر في حياتي وقتاً أصبح فيه الإنجيل العبري حاضراً بهذا الشكل في النقاش السياسي كما هو اليوم في فلسطين المحتلّة والولايات المتحدة.

إنه في كل مكان، طوال الوقت، وفي كل خطاب ومقابلة تقريباً.

الإنجيليون يقتبسون من الإنجيل في كل مناسبة، والمتعصبون اليهود يتلون مقاطع من الإنجيل العبري تأمر بالإبادة الجماعية كنوع من الاستثارة الذاتية، وكطقس مَرَضيّ من مقدمات الإبادة الجماعية.

لن يكون من المبالغة القول إن الإنسانية تتعرّض لهجوم من مجانين يحملون الإنجيل، ويرون في إبادة إسرائيل لغزّة وعودة ترامب الثانية علاماتٍ إلهيةً على أن وقتهم قد حان، وكل ما عليهم فعله هو قتل وترهيب المزيد من الناس — مليوناً آخر، أو ربما ملياراً.

لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتركيز على الدفاع في هذه الحرب التي أعلنها المجانين على كل إنسان طبيعي وعلى كل مظهر من مظاهر الطبيعيّة — هذا ما أؤمن به. لا يمكن أن نرتجف خوفاً في كل مرة تُذكَر فيها كتب يُفترض أنها مقدّسة.

شخصياً، سأحرقُ بكل سرور جميع الكتب المقدّسة التي كُتبت في التاريخ لإنقاذ حياة طفل واحد فوراً. دون أي تردّد.

علينا أن نواجه المتعصبين اليهود والمسيحيين وعقائدهم ورموزهم، مستخدمين الشكّ والعقل السليم ضدّ هوسهم الأعمى والعطِش للدماء: رغبتهم في إعادة تمثيل مشاهد الإنجيل المليئة بالقتل والفوضى.

في هذه التجربة، سأحاول الإشارة إلى بعض أكثر الجوانب رعباً في الإنجيل العبري، وشرح سبب اعتقادي بأنه مصدرٌ فاسد ومنحطّ أخلاقياً وفلسفياً.

حين يستخدمونه — وقد استخدموه لقرونٍ وقرون — في القتل الجماعي وإبادة المجتمعات البشرية، لا ينبغي لنا أن نتعامل مع هذا النصّ كمجموعة بريئة من الكتابات؛ فهو أبعد ما يكون عن البراءة.

لسنا بحاجة إلى حربٍ على الدين أو على المتديّنين، فلدينا ما يكفي من الحروب. لكننا بحاجة إلى أن نكون واضحين وصادقين وشجعاناً في الإشارة إلى الوحشية الواضحة وكراهية الإنسان العميقة الكامنة في بعضٍ من أكثر مبادئ الإيمان اليهودي–المسيحي أساسيةً (وأعلم تماماً أن هذا مصطلح بلا معنى منطقي أو لاهوتي، لكنه — رغم هشاشته المفهومية — يُحدّد الجهة المذنبة بدقة تامة).

عندما يُشار إلى الإنجيل كمصدرٍ للأخلاق، علينا أن نكون مستعدّين بحججٍ حاسمة مضادّة. وصدقوا أو لا تصدقوا، العثور على هذه الحجج ليس بالأمر الصعب.

إن محرقة غزّة تُرتكب باسم الإنجيل العبري، وتُدعَم من الولايات المتحدة للسبب نفسه.

أما أنا، فأختار ألّا أشيح بنظري.

*ألون مزراحي هو ناشر ومفكر إسرائيلي.

المصدر: https://alonmizrahi.substack.com/p/i-blame-the-hebrew-bible

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.